فن العيطة في المغرب هو جزء من التراث الشعبي المغربي ويتميز بأداء صوتي عالٍ وشديد الارتفاع يصدره الفنان أو الفنانة بصوت قوي ومتكرر. يتم استخدام فن العيطة في المناسبات الاجتماعية مثل الأعراس والاحتفالات والمناسبات الدينية، ويعتبر جزءًا لا يتجزأ من تراث المجتمع المغربي.
يتميز فن العيطة في المغرب بأنه يتضمن أيضًا الرقص، حيث يقوم الفنان أو الفنانة بالرقص بطريقة متزامنة مع الأداء الصوتي، مما يزيد من قوة وحماس الأداء. كما يتميز فن العيطة في المغرب بتنوعه حيث يختلف في الأسلوب والأداء من منطقة إلى أخرى داخل المغرب، ويعكس ذلك تنوع الثقافات والتقاليد الشعبية داخل المغرب.
في فترة الاستعمار الفرنسي للمغرب (1912-1956)، كان فن العيطة أحد العناصر الثقافية التي تم تحريمها من قبل السلطات الاستعمارية، وذلك لأنه كان يعتبر جزءًا من التقاليد الشعبية التي كانت تحاول السلطات الفرنسية تهميشها وتحويل اهتمام المغاربة إلى الثقافة الفرنسية.
كما تم حظر العديد من المظاهر الثقافية الأخرى للمغاربة، بما في ذلك الموسيقى والأغاني والرقص، وتم القبض على العديد من الفنانين والموسيقيين الذين كانوا يمارسون فنونهم بطريقة سرية، وتم محاكمتهم وسجنهم بسبب ذلك.
ومع ذلك، لم ينجح الاحتلال الفرنسي في تدمير تراث المغاربة، بل كان النضال الثقافي والفني جزءًا من النضال الوطني ضد الاحتلال، وكان فن العيطة يستخدم كوسيلة للتعبير عن المقاومة والتمسك بالهوية الثقافية المغربية، وهو ما ساعد على الحفاظ على هذا الفن الشعبي القديم ونقله إلى الأجيال اللاحقة.
تعتمد آلات الموسيقى المستخدمة في فن العيطة بالمغرب على الإقليم والمنطقة، ولكن في العادة يتم استخدام المؤلفات الموسيقية التقليدية التي تتضمن العديد من الآلات الموسيقية التقليدية المغربية الشهيرة. ومن بين هذه الآلات:
1- الطبل (الدربوكة): وهو أحد أكثر الآلات استخدامًا في فن العيطة بالمغرب، ويتم استخدامه لتقديم الإيقاع الأساسي للعيطة.
2- الكمان: وهو آلة وترية تستخدم في فن العيطة لتقديم المؤلفات الموسيقية وإضفاء لمسة من الرومانسية على الأداء.
3- العود: وهو آلة وترية أخرى تستخدم في فن العيطة بالمغرب لتقديم المؤلفات الموسيقية وإضفاء لمسة من الحنين والأصالة على الأداء.
4- القانون: وهو آلة وترية أخرى تستخدم في فن العيطة بالمغرب، ويتم استخدامها لتقديم الإيقاع الرئيسي والنغمات الموسيقية.
5- الكركبة: وهي آلة إيقاعية تستخدم في فن العيطة بالمغرب لتعزيز الإيقاع الرئيسي للعيطة وإعطاء طابع خاص للأداء.
وهناك آلات موسيقية أخرى قد تستخدم في فن العيطة بالمغرب حسب المنطقة والتقليد الموسيقي المحلي.
يمكن القول بأن فن العيطة في المغرب يعد جزءًا هامًا من التراث الثقافي للمجتمع المغربي، ويحتفظ به المغاربة على مدى السنين ويعززونه ويروجون له في المناسبات المختلفة، ويعد من الفنون الشعبية الرائجة في المغرب حتى اليوم.